الثناء على الدرر السنية والرد على من قدح فيها
قرأت لقاء الوطن في عدد (1193) مع الداعية عوض القرني وقد لفت انتباهي كلامه حول كتاب (الدرر السنية) حيث ذكر أن فيه غلوا وتعاملا مع المخالفين وكأنهم كفار!!
فأقول “قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين” وأظنه بمقولته تلك قد تأثر بدعايات خصوم الدعوة الإصلاحية من القبوريين والمبتدعة وإلا لو قرأ ذلك الكتاب قراءة متجردة ونظر فيه بعين الحق والأنصاف لما قال ما قال، ومع ذلك فأنا وعبر منبر جريدة الوطن أدعوه لإثبات دعواه حتى نبين للقارئ حقيقة الأمر.
وتعريفا بالكتاب للإخوة القراء الكرام: أقول هو كتاب عظيم جمع أقوال شيخ الإسلام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وأقوال بقية علماء الدعوة الإصلاحية التي قام عليها كيان الدولة السعودية –أعزها الله بالإسلام- قال عنه جامعه وهو الشيخ عبد الرحمن بن قاسم رحمه الله:
“وها هو ذا يفصح عن نفسه، ويدل على عظيم نفعه. جامعا شاملا نافعا، فيه من الفوائد ما هو حقيق أن يعض عليه بالنواجذ، ونتثنى عليه الخناصر، ويكب عليه أولو البصائر النوافذ اشتمل على أصول أصلية ومباحث جليلة لاتجدها في كثير من الكتب المصنفة ولا الدواوين المؤلفة، فإن أردت مقام الدعوة إلى الدين وتوحيد رب العالمين وجدته بأحسن أسلوب وأتم تبيين، وإن أردت حل مشكلات الفروع عن يقين فخذها عليها النور المستبين، أو أردت حكم جهاد المفسدين ألفيته على وفق سيرة سيد المرسلين، أو أردت حل أوهام الزائغين وجدتها مجلوة بأوضح البراهين أو استنباط آيات من كلام رب العالمين أفادك مالا يوجد في كلام أكثر المفسرين أو نصائح شاملة في أمور الدين لقيتها آية باهرة للتأملين، ألّفها: فحول من هداة مهتدين، تُهدى إليك ساطعة بالنور المستبين، تشتاق إليها نفوس الموحدين وتطمئن بها قلوب المؤمنين وتنشرح لها صدور الطالبين” ا.هـ
ولأهمية هذا الكتاب وجلالة قدرة فقد ذكر الشيخ عبد الله البسام رحمه الله أن جلالة الملك عبد العزيز رحمه الله أمر بطباعته ونشره فانتشر بين العلماء وطلاب العلم وكان –ولا زلت أتذكر- أنه أحد الكتب المقررة في دروس سماحة شيخنا الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله.
وأخيرا أقول ليس أمام القرني سوى خيارين أما أن يثبت ما قال أو يكون كلامه دعوى لا حقيقة لها فيبادر بالرجوع إلى الحق والإنصاف فأيهما يحدث الأول أم الثاني؟؟ نترك الجواب له.
الدكتور/ عمر بن عبد الرحمن العمر