دكتور عمر العمر > مقالات > عشرة أوجه في بطلان المظاهرات

عشرة أوجه في بطلان المظاهرات

  • تاريخ النشر : الأربعاء 16 ذو القعدة 1446ﻫ
  • زيارات : 818
  • تعليقات : 0

عشرة أوجه في بطلان المظاهرات

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين…

أما بعد:

فإن من الأمور الحادثة في بعض بلدان المسلمين والتي أخوها من غير المسلمين، للتعبير عن معارضتهم لنظام أو قانون أو احتجاج على مسؤول النظام، وهذه المظاهرات مردودة من عدة أوجه:

وإليك أخي القارئ بيان بطلانها من عشرة أوجه:

الوجه الأول: أنها تعبدُ لله تعالى بوسيلةٍ غير مشروعة وذلك عند بعض من يراها وسيلة مشروعة للدعوة إلى الله وإظهار القوة ولهؤلاء يقال: أين السلف الصالح من فعلها؟ فلو كان خيراً لسبقونا إليه، وأما الاستدلال بما ورد أنّ النبي صلى الله عليه وسلم خرج بعد إسلام عمر رضي الله عنه على رأس صفين من أصحابه وعلى الأول منهما عمر وعلى الثاني حمزة رغبة في إظهار قوة المسلمين فعلمت قريش أن لهم منعة فهذا الأثر قد رواه أبو نعيم في الحلية وفي إسناده إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وهو منكر الحديث لا يُحتج به فالرواية إذا لا تَثبتُ.

الوجه الثاني: أن فيها تشبها بالكفار فهذه المظاهرات وسيلة ابتدأها الكفار للضغط على حكوماتهم والمطالبة بحقوقهم وصدق النبي صلى الله عليه وسلم عندما: «لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لا تبعتموهم» رواه الشيخان واللفظ لمسلم وفي مسند احمد قال صلى الله عليه وسلم «ومن تشبه بقوم فهو منهم».

الوجه الثالث: إن القيام بها مخالف للنظام ومعصية لولاة الامر في بلادنا خاصة، وهذا يتضح من خلال تصريح كبار المسؤولين في منعها وعدم السماح بها، وقد قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: 59].

قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله: «وأما أهل العلم والدين والفضل فلا يرخصون لأحد فيما نهى الله عنه من معصية ولاة الامور وغشهم والخروج عليهم بوجه من الوجوه كما قد عُرف من عادات أهل السنة والدين قديما وحديثا ومن سيرة غيرهم» أ.ه.

الوجه الرابع: زعزعةُ الأمن واثارة الفوضى والغوغائية ولا يخفى على كل عاقل أنّ حفظ الأمن مطلب مهم وهو من الضروريات الخمس التي جاء الاسلامُ بحفظها وإذا أردت أن تعرف قدر هذه النعمة فانظر حال من فقدها نسأل الله العافية والسلامة.

الوجه الخامس: حصول الفساد والخراب بسببها، ولو قيل إنها سليمة فهي تبدأ سليمة ثم رويدًا رويدًا تكون همجية تخريبية، وإذا رأينا الفساد والدمار في بعض الدول التي اجتاحتها الثورات وجدنا أن البداية كانت بمظاهرة سليمة وكما قيل: “ومعظم النار من مستصغر الشرر”.

الوجه السادس: أنّ المظاهرات فرصة خطيرة لاندساس المفسدين والمجرمين لتحقيق مآربهم وأغراضهم السيئة فليس كل من دخل في صفوف المتظاهرين يسعى إلى ما يسعون إليه ويهدف إلى ما يهدفون إليه.

الوجه السابع: تعطيلُ مصالح الناس بما تحدثه هذه المظاهرات بجموعها الغفيرة من اغلاق للمحلات وتعطيل حركة السير، فقد يموت مريض مصاب أو تتضاعف إصابته بسبب عدم وصول سيارة الإسعاف اليه والسبب في ذلك جموع المتظاهرين.

الوجه الثامن: ترك السنة واحياء البدعة: فالناس إذا انشغلوا بالمظاهرات ظنوا أنهم قدموا كل شيء ويكتفون بذلك عن الوسائل الشرعية النافعة المجدية كالتبرع بالمال والتضرع إلى الله بالدعاء.

الوجه التاسع: أن القول بجوازها ذريعة لأهل البدع والأهواء وأصحاب الأفكار المنحرفة للقيام بها والوصول إلى ما يريدون من مقاصد سيئة.

الوجه العاشر: ما يحدث في هذه المظاهرات من محاذير شرعية كالاختلاط بين الرجال والنساء وغير ذلك من المحاذير بل حدثني من أثق به أن مظاهرة أقيمت في دولة عربية ابتدأت من قبل صلاة العصر إلى أن غربت الشمس وكثير من المتظاهرين قد ضيَّع صلاة العصر والله المستعان!!

وأخيراً ولأجل تجلية حكم المظاهرات فهذه فتاوي بعض العلماء في شأنها فقد سئل سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله هذا السؤال:

س: هل المظاهرات الرجالية والنسائية ضد الحكام والولاة تعتبر وسيلة من وسائل الدعوة…؟

فأجاب رحمه الله بقوله: (لا أرى المظاهرات النسائية والرجالية من العلاج ولكني أرى انها من اسباب الفتن ومن اسباب الشرور ومن أسباب ظلم بعض الناس والتعدي على بعض الناس بغير حق) أ.ه.

ولما سئل عنها العلامة محمد بن عثيمين رحمه الله قال: «لا نؤيد المظاهرات لا نؤيدها اطلاقاً».

وسئل شيخنا العلامة صالح الفوزان حفظه الله هذا السؤال:

س: هل من وسائل الدعوة القيام بالمظاهرات لحل مشاكل ومآسي الأمة الاسلامية؟

فأجاب حفظه الله بقوله: «ديننا ليس دين فوضى ديننا دين انضباط ودين نظام وهدوء وسكينة والمظاهرات ليست من اعمال المسلمين وما كان المسلمون يعرفونها إلى أن قال: حفظه الله والمظاهرات هذه تحدث فتناً تحدث سفك دماء تحدث تخريب أموال فلا تجوز هذه الأمور» أ.ه.

والله تعالى أسأله أن يرينا الحق حقًا ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلًا ويرزقنا اجتنابه، وأن يصلح أحوال المسلمين ويخذل أعداء الدين والله الهادي إلى سواء السبيل.

الدكتور/ عمر بن عبد الرحمن العمر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *