دكتور عمر العمر > الخطب > خطب نصية > تعظيم التوحيد

تعظيم التوحيد

الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين، والصلاة والسلام أتمان الأكملان على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد: فيسرني في هذه الليلة ليلة الجمعة العشرين من شهر ذي الحجة لعام 1442هـ  على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم.

أنا ألتقي بإخواني الكرام ومن يحضر من أخوات الفاضلات في هذا الجامع الجامع الراجحي في مدينة أبها، لإلقاء محاضرة بعنوان (تعظيم التوحيد) وقبل البدأ في المحاضرة أشكر الله أولا على نعمه الظاهرة والباطنة ثم أشكر فرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بمنطقة عسير على تنظيم هذه المحاضرة والشكر الموصول لإخواني في جمعية الدعوة والإرشاد في مدينة أبها.

أيها الإخوة قبل البدأ في فوائد العظيمة والدلائل الواضحة على تعظيم التوحيد لابد أن نقف وقفة سريعة مع معنى التوحيد.

التوحيد: (هو إفراد الله بما يختص به في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته) وهذا التعريف يشمل أنواع التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات.

وأعظم هذه الأنواع الثلاثة هو توحيد الألوهية. أو ما يسمى بتوحيد العبادة. لأن هذا التوحيد هو الذي دعا إليه الرسل عليهم الصلاة والسلام من أوله إلى آخره، من نوح عليه السلام إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يدعون أقوامهم إلى إفراد الله بالعبادة وحده لاشريك له فهو أعظم أنواع التوحيد، وهو الذي وقع فيه النزاع بين الرسل عليهم الصلاة والسلام وبين أقوامهم، هذا هو معنى التوحيد.

وأما الفوائد والدلائل على تعظيم التوحيد فقد جمعت في هذه المحاضرة قرابة خمس وعشرين فائدة في الدلالة على تعظيم التوحيد، فأقول وبالله التوفيق.

الفائدة الأولى: في الدلالة على تعظيم التوحيد، أن التوحيد أيها الإخوة هو الغاية من خلق الجن والإنس، فما خلق الله تعالى الجن والإنس إلا من أجل التوحيد في هذه الحياة الدنيا، قال الله جل في على: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون، ما أريد منهم من الرزق وما أريد منهم أن يطعمون، إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين).

فبين هذه الآية أن الغاية العظيمة من خلق الجن والإنس في هذه الحياة الدنيا هي عبادة الله وحده لاشريك له، وها هنا تمت الفائدة ذكرها البغوي عن ابن عباس عندما ورد في القرآن في معنى العبادة فمعناه التوحيد.

ولهذا جاء عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) قال إلا ليوحدون، فهذا مما يبين أهمية التوحيد وعظم مكانته عند الله سبحانه وتعالى أنه ما خلق الخلق في هذه الحياة الدنيا إلى لأجل توحيده سبحانه وتعالى.

الفائدة الثانية: في الدلالة على تعظيم التوحيد، أن التوحيد أيها الإخوة في الله هو دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من نوح عليه السلام إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى: (ولقد بعثنا في كل أمة الرسول أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) وقال عز وجل: (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلى نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون) فهذه دعوة الأنبياء والمرسلين اتفقوا على الدعوة إلى توحيد الله سبحانه وتعالى بإفراده بالعبادة وحده لاشريك له فما من نبي إلا ودع قومه فقال (يا قومي اعبدوا الله ما لكم من إله غيره) كما ذكر الله عزّ وجّل ذلك في كتابه العزيز.

الفائدة الثالثة في الدلالة على تعظيم التوحيد أيها الإخوة أن التوحيد: هو حق الله على العباد. وهذا جاء موضحًا جليًا في الصحيحين من حديث معاذ رضي الله عنه عندما كان رديف النبي الله عليه وسلم على حمار، فقال له النبي عليه الصلاة والسلام (يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد وحق العباد على الله؟ قلت الله ورسوله أعلم، فقال صلى الله عليه وسلم حق الله على العباد أن يعبدوه ولايشركوا به شيئا، وحق العباد على الله ألا يعذب من لا يشرك به شيئا قال معاذ أفلا أبشر الناس قال صلى الله عليه وسلم لا تبشرهم فيتكلوا) إذا حق الله على عباده هو توحيده سبحانه وتعالى وإفراده بالعبادة وحده لا شريك له ولهذا سمى شيخ الإسلام المجدد محمد ابن عبد الوهاب رحمة الله عليه كتابه العظيم كتاب التوحيد فسماه قائلا أو قال كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد.

الفائدة الرابعة في الدلالة على تعظيم التوحيد أيها الإخوة هو أن التوحيد أساس صحة الأعمال وقبولها عند الله سبحانه وتعالى فلا تكون الأعمال الصالحة الصحيحة ولا تكون مقبولة عند الله جل في علاه إلا بالتوحيد ويبين هذا ويوضحه قول الله تعالى في سورة الفرقان عن بعض المشركين الذين كانوا يعملون أعمالا صالحا قال الله في شأنهم (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا) فجعلناه هباء منثورا أي لا تنفعهم أعمالهم وإن كانت صالحة لا تنفعهم يوم القيامة لماذا? لأنهم ماتوا على الشرك ولم يموتوا على التوحيد، ويوضح هذا ويؤكده ما جاء في صحيح مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل في الجاهلية من الرجال المعروفين في الجاهلية بالكرم وإطعام المساكين والمحتاجين وهو عبد الله ابن جدعان فسألت عائشة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم فقالت هل ينفعه ذلك? يعني أعماله التي كان يعملها في الدنيا وهي أعمال صالحة فقال عليه الصلاة والسلام لا ينفعه إنه لم يقل رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين فبيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الأعمال التي كان يعملها ابن جدعان وإن كانت صالحة لكنها لا تنفعه يوم القيامة لماذا? لانه مات على الشرك والكفر لم يمت على التوحيد.

الفائدة الخامسة في الدلالة على تعظيم التوحيد أيها الإخوة هو أن التوحيد أول أمر الله عز وجل به في كتابه العزيز وأول نداء جاء في القرآن في سورة البقرة قول الله تعالى (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون) فالمراد ها هنا بالعبادة كما قال ابن عباس التوحيد فهذا أول أمر الله عز وجل به في كتابه العزيز، ومر معنا كلام البغوي رحمه الله تعالى عن ابن عباس أن كل ما ورد في القرآن من العبادة فمعناه التوحيد.

الفائدة السادسة: مما يدل على تعظيم التوحيد أيها الإخوة أنه يعصم الدم والمال والدليل على ذلك ما جاء في صحيح مسلم قوله صلى الله عليه وسلم (من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله عز وجل) فهذه الكلمة العظيمة كلمة التوحيد لا إله إلا الله تعصم الدم والمال وجاء مما يؤكد ذلك في صحيح مسلم في قصة أسامة ابن زيد رضي الله عنه عندما قتل رجلا من المشركين قتله بعد أن نطق هذه الكلمة وهي كثرة التوحيد لا إله إلا الله فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اقتلته? قال نعم فقال عليه الصلاة والسلام فكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جائك يوم القيامة؟ فقال أسامة استغفر لي فما زال النبي صلى الله عليه وسلم يردد عليه فيقول فكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جائك يوم القيامة).

الفائدة السابعة: من الفوائد الدالة على تعظيم التوحيد أن التوحيد أيها الإخوة به تكون تفريج الكربات في الدنيا والآخرة كما ذكر الله تعالى عن نبيه يونس عليه السلام فقال عزّ وجل (وذا النون إذّهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) فكانت النجاة لهذا النبي الصالح بهذه الكلمة العظيمة التي قالها وهو في بطن الحوت في ظلمات ثلاث نجاه الله عز وجل بهذه الكلمة العظيمة وهي كلمة التوحيد وتعلمون أيها الإخوة أن دعاء الكرب عندما يصاب الإنسان بكرب شديد دعاء الكرب المعروف (لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله ربّ العرش العظيم، لا إله إلا الله ربّ السموات ورب الأرض وربّ العرش الكريم) هذا دعاء الكرب الذي ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم يقوله المؤمن إذا أتته كربة من كربات الدنيا فيدعو بهذا الدعاء العظيم وهو الدعاء بالتوحيد وبهذه الكلمة العظيمة وهي كلمة لا إله إلا الله.

الفائدة الثامنة: في الدلالة على على تعظيم التوحيد أيها الإخوة هو أن مما يدل على تعظيم التوحيد أن به النصر على الأعداء وبه أيضا التمكين في الارض لعباده المؤمنين قال الله تعالى (وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا) فتأمل قول الله تعالى (يعبدونني لا يشركوني بي شيئا) هذا هو التوحيد، إفراد الله بالعبادة وترك ما يناقض التوحيد وهو الشرك بالله هذا هو التوحيد فإذا حققوا هذا الأمر وهو قوله تعالى يعبدونني لا يشركون بي شيئا تحقق لهم ما وعدهم الله عز وجل به من النصر والاستخلاف في الأرض والتمكين والنصر على الأعداء كل هذا بفضل التوحيد مما يدل على عظمه عند الله سبحانه وتعالى.

الفائدة التاسعة: في الدلالة على تعظيم التوحيد الهدى الكامل والأمن التام في الدنيا والآخرة يكون بالتوحيد قال الله تعالى في سورة الأنعام (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون) الذين آمنوا يعني وحدوا الله عبدوا الله وحده لا شريك له آمنوا بربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته الذين آمنوا ولم يلبسوا يعني لم يخلطوا إيما بظلم يعني بشرك لأن الله عز وجل قال في محكم كتابه على لسان لقمان (إن الشرك لظلم عظيم) فهو أعظم الظلم وأعظم الطغيان الشرك بالله قال عز وجل (ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون) هذا جزاء الموحدين أن لهم الامن في الدنيا والآخرة لهم الامن في الدنيا بطمأنينة قلوبهم وانشراح صدورهم ولهم الأمن في الآخرة في يوم القيامة ذلك اليوم عظيم فهم آمنون لا يخافون في أمن تام بسبب إيمانهم بالله وتوحيدهم له سبحانه وتعالى.

الفائدة الحادية عشرة: في الدلالة على تعظيم التوحيد أن التوحيد يكفر الذنوب والسيئات كما جاء عند الترمذي في الحديث القدسي أن الله تعالى قال (يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة) الله أكبر انظروا يا إخوان إلى فضل التوحيد إذا مات العبد على التوحيد كيف يكون ذلك سببا في غفران ذنوبه وتكفير سيئاته.

الفائدة الثانية عشرة: في الدلالة على التوحيد وعظمه عند الله سبحانه وتعالى أنه من أعظم الأسباب الواقية من النار أجارنا الله وإياكم منها هو توحيد لله سبحانه وتعالى فإن الله حرّم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله كما جاء ذلك في صحيح البخاري من حديث عسبان وهو قوله عليه الصلاة والسلام فإنّ الله حرّم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله، هذا هو التوحيد قال هذه الكلمة يبتغي بها وجه الله لم يأتي بها ثم يناقضها بالشرك ودعاءِ الأموات والاستغاثة بهم وإنما قال لا إله إلا الله يبتغي بها وجه الله مخلصا لله بهذه الكلمة لا يشرك مع الله أحدا قالها يبتغي بها وجه الله قالها بلسانه معتقدا بها بقلبه وعاملا بما تقتضيه هذه الكلمة لا كما أيضا يقولها المنافقون الذين يقولون لا إله إلا الله باللسان فقط دون اعتقاد بالقلب أما أهل الإيمان من الموحدين الصادقين فهم يقولون لا إله إلا الله بالسنتهم وباعتقاد قلوبهم لهذه الكلمة والعمل بما تقتضيه يعلمون معناها العظيم وهو لا معبود بحق الله ويعملون بما تقتضيه هذه الكلمة من إخلاص العبادة له وحده لا شريك له وترك عبادة ما سواه.

الفائدة الثالثة عشر: من فوائد الدالة على تعظيم التوحيد أيها الإخوة هو (دخول الجنة) نسأل الله وإياكم من فضله فكل العباد يسعون إلى دخول الجنة والنجاةِ من النار وإن من أعظم ما يكون سبب في دخول العبد الجنة هو توحيد الله سبحانه وتعالى وتأمل معي هذا الحديث العظيم في الدلالة على هذا الأمر وهو حديث عبادة بن الصامت في الصحيحين وهو قول صلى الله عليه وسلم (من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل) الله أكبر يا له من فضل عظيم لمن مات على هذه العقيدة الصحيحة، العقيدة التي جاءت في كتاب الله وعلى لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم مات على التوحيد والإيمان بالله وبرسوله صلى الله عليه وسلم وأن عيسى عبدُ الله ورسوله عبدٌ لا يعبد ورسول لا يكذّب وآمن بوجود الجنة وبوجود النار أن الله خلق الجنة وأعدها للمتقين وأن الله عز وجل خلق النار وأعدها للكافرين فمات على هذه العقيدة الصحيحة فمآله ومصيره إلى جنة عرضها السماوات والأرض نسأل الله وإياكم من فضله ومما يوضح ذلك أيضا قوله صلى الله عليه وسلم كما جاء في صحيح مسلم (من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة)، فأي فضل بعد هذا الفضل لمن مات على التوحيد وعلى هذه الكلمة العظيمة وهي كلمة لا إله إلا الله كلمة الإخلاص والتوحيد، وقد جاء في مسند أحمد أيضا قوله صلى  الله عليه وسلم (من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة)، نسأل الله عز وجلّ أن يجعل هذه الكلمة هي من آخر كلامنا في هذه الحياة الدنيا وأنْ يتوفانا عليها وأن يجعلنا من المسلمين الموحدين الصادقين حتى نلقاه جل في علاه.

الفائدة الرابع عشر: في الدلالة على تعظيم التوحيد أن التوحيد هو الموصل إلى شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم فقد جاء في الحديث عنه عليه الصلاة والسلام قال أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصًا من قلبه فهذا أيضا مما يدل على عظم التوحيد وأهميته أن الموحد ينال بتوحيده شفاعة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم.

الفائدة الخامسة عشرة: من فوائد الدالة على تعظيم التوحيد هو التحرر من رق المخلوقين والتعلق بهم أو خوفهم أو رجائهم فإذا عظم وعلم أن الله عز وجل هو المعطي النافع وهو الذي إذا أراد شيئا إنما قال له كن فيكون وأن خزائن السماوات والارض بيده في علاه وتوكل على الله الذي بيده الخير وهو على كل شيء قدير هذا يقوده إلى التحرر من رق المخلوقين فلا يتعلق بمخلوق ويكون رجاءه وخوفه لاجل ذلك المخلوق الضعيف وإنما يتعلق بالخالق العظيم سبحانه وتعالى لأن الله عز وجل بيده النفع والضر فهو الذي إذا أراد شيئا إنما يقال له كن فيكون سبحانه وتعالى وهو الذي بيده الخير وهو على كل شيء قدير، فيتعلق الإنسان بربه في جلب المنافع أو في دفع المضار عنه في هذه الحياة الدنيا.

الفائدة السادسة عشرة: في الدلالة على التوحيد أيها الإخوة هو أن التوحيد أعظم نعمة أنعم الله عز وجل بها على عباده الموحدين. وتأملوا يارعاكم الله قول يوسف عليه السلام (واتبعت ملة آباء إبراهيم وإسحاق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون) فتأمل قوله ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس الفضل بتوحيد  الله عز وجل وإفراده بالعبادة وحده لا شريك له لأنه قال قبلها ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء هذا هو التوحيد ثم بين عظمه فقال ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون، و مما يوضح ذلك قصة الصحابة وبعض الصحابة رضي الله عنهم الذين كانوا في حلْقة في المسجد فدخل عليهم النبي صلى الله عليه وسلم وسألهم فقال: (ما أجلسكم؟ فقالوا جلسنا نحمد  الله على نعمة الإسلام فقال صلى الله عليه وسلم  آالله ما أجلسكم إلا هذا؟ فقالوا والله ما أجلسنا إلا هذا أو قالوا والله ما أجلسنا إلا ذاك، فقال صلى الله عليه وسلم أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم ولكن أتاني جبريل فأخبرني أن الله يباهي بكم الملائكة) فانظروا يا عباد الله إلى هذه النعمة التي استشعرها صحابة النبي صلى الله عليه وسلم بنعمة الهداية للإسلام والتوحيد مما يدل على عظمه وجلالة قدره عند الله سبحانه وتعالى.

وقد جاء عن ابن عيينة رحمه الله أنه قال (ما أنعم الله على عبد من العباد نعمة من أن عرفهم لا إله إلا الله) يقول رحمه الله هذه من أعظم النعم على العباد أن عرفهم لا إله إلا الله للمؤمن أن يعظم هذه الكلمة وأن يعرف معناها الصحيح وأن يعمل بمقتضاها كلمة التوحيد لا إله إلا الله بأن معناها لا معبود بحق إلا الله ويعمل بمقتضاها باخلاص العبادة لله وحده لا شريك له وترك عبادة ما سواه. وجاء عن سفيان الثوري رحمه الله كان يبكي فجاءه رجل وقال له يا أبا عبد الله بكاؤك هذا خوفا من الذنوب؟ قال فأخذ سفيان رحمه الله عودا من المحمل فرمى به ثم قال (لذنوبي أهون علي من هذا ولكني أخاف أن أسلب التوحيد) فهنا سفيان رحمه الله يبين عظم التوحيد وجلالة قدره ويخاف على نفسه وهو مَن؟ الإمام الجبل في العلم والعمل رحمه الله ومع ذلك يخاف على نفسه ذاك أن يسلب التوحيد ولهذا ينبغي علينا أيها الأحبة أن نكثر من قول اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك وأعظم الثبات على الدين هو الثبات على التوحيد والمعتقد الصحيح.

الفائدة السابعة عشرة: في الدلائل على تعظيم التوحيد أيها الإخوة أن التوحيد هو أول واجب وهو أعظم واجب وهو آخر واجب، وللدلالة على ذلك جاء حديث ابن عباس في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذا إلى اليمن للدعوة إلى الله دعوة أهل الكتاب فقال له عليه الصلاة والسلام (إنك تأتي قوما من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله) الحديث. فدل ذلك على أن أول واجب هو التوحيد وهو أيضا هو آخر واجب أن العبد المؤمن الموحد يكون على التوحيد إلى أن يلقى الله وقد مر معنا في الحديث في مسند أحمد (من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة). ولهذا يقول ابن أبي العز الحنفي قال (التوحيد أول ما به في الإسلام وآخر ما يخرج به من الدنيا فهو أول واجب وآخر واجب) انتهى كلامه.

الفائدة الثامنة عشرة: في الدلالة على تعظيم التوحيد أيها الإخوة هو خوف النبي صلى الله عليه وسلم على أمته من زوال التوحيد في قلوبهم ووقوعهم في الشرك بالله سبحانه وتعالى فكان يقول صلى الله عليه وسلم وهو في مرض وفاته (لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) وذلك أن اتخاذ قبور الأنبياء مساجد من أعظم الأسباب الموصلة إلى الشرك بالله سبحانه وتعالى فكان النبي صلى الله عليه وسلم يخشى على أمته أن تكون مثل اليهود والنصارى في تعظيم القبور حتى تعبد من دون الله ولا حول ولا قوة الا بالله وهذا الذي خافه النبي صلى الله عليه وسلم وقع في بعض البلدان الإسلامية وللأسف الشديد في تعظيم الأموات والأضرحة والمزارات والمشاهد وعبادة الأموات من دون الله بدعاء الأموات أو الاستغاثة بهم من دون الله،  والله عز وجل يقول محكم كتابه (وأن المساجد لله فلا تدع مع الله أحدا) ويقول عز وجل (ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير، إن تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير) فأين هؤلاء القبوريون الذين يدعون الأموات ويستغيثون بهم من دون الله أين هم من هذه الآية العظيمة (إن تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير).

الفائدة التاسعة عشرة: في الدلالة على تعظيم التوحيد أيها الإخوة أن التوحيد هو (دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لقومه) فقد مكث في مكة أكثر من عشر سنين عليه الصلاة والسلام وهو يدعو إلى التوحيد أكثر من عشر سنين وهو يدعو إلى التوحيد لم يدع إلى شيء آخر فلم تشرع الصلاة ولا الزكاة ولا الصوم ولا الحج وإنما كانت دعوته صلى الله عليه وسلم في مكة هو الدعوة إلى توحيد الله عز وجل بل بعد هجرته صلى الله عليه وسلم أيضا إلى المدينة كان مهتما بالتوحيد ويخاف على أصحابه رضي الله عنهم من الوقوع في ضده ولهذا لما جاء في غزوة حنين جاء بعض الصحابة ورأوا بعض المشركين يتبركون بشجرة وينوطون بها أسلحتهم فقال بعضهم للنبي صلى الله عليه وسلم (اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات انواط فقال النبي صلى الله عليه وسلم الله أكبر إنها السنن قلتم والذي نفسي بيده كما قال قوم موسى لموسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة) النبي صلى الله عليه وسلم غضب من هذا الأمر وبين شدّته وهذا مما يدل على تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم لتوحيد الله عز وجل، ومر معنا في مرض وفاته أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحذر أمته مما وقع فيه اليهود والنصار من اتخاذ قبور أنبيائهم مساجد.

الفائدة العشرون: في الدلالة على تعظيم التوحيد أن الله تعالى أنزل قوله سبحانه وتعالى (فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات) أنزل هذه الآية أيها الإخوة في المدينة لأن هذه الآية من سورة محمد وهذه السورة سورة محمد مدنية يعني بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة فهذا يدل على عظم شأن التوحيد وجلالة قدره وقد نبه لهذه الفائدة شيخ الإسلام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في أحد رسائله لبعض الامراء في وقته أن هذه الآية آية مدنية ومع ذلك فيها الأمر بالتوحيد (فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات).

الفائدة الحادية والعشرون: أيها الأحبة الكر في الدلالة على توحيد الله سبحانه وتعالى هو أن غالب سور القرآن بل كل سورة منه فهي متضمنة للتوحيد وشاهدة به وداعية إليه بل التوحيد هو فاتحة القرآن العظيم وخاتمته، فسورة الفاتحة العظيمة فيها قوله (الحمد لله رب العالمين) وفي خاتمة القرآن قول الله تعالى (قل اعوذ برب الناس) وسورة الفاتحة جميع آياتها إنما هي في التوحيد كما ذكر ذلك أهل العلم، وقد قال ابن القيم رحمه الله تعالى وغالب سور القرآن بل كل سورة في القرآن فهي متضمنة نوعي التوحيد، توحيد الإثبات والمعرفة وهو توحيد الربوبية والأسماء والصفات، والثاني توحيد الطلب والقصد هو توحيد الألوهية، بل نقول قولا كليا إن كل آية من القرآن فهي متضمنة للتوحيد شاهدة به داعية إليه فإن القرآن إما خبر عن الله وأسمائه وصفاته وأفعاله فهو التوحيد العلمي الخبري أي توحيد الربوبية دعوة إلى عبادته وحده لا شريك له وخلع كل ما يعبد من دونه فهو التوحيد الإرادي الطلبي وهو توحيد الألوهية وإما أمر ونهي وإلزام بطاعته في نهي وأمره فهي فهو حقوق التوحيد ومكملاته وإما خبر عن كرامة الله لأهل وطاعته وما فعل بهم في الدنيا وما يكرمهم به في الآخرة فهو جزاء توحيده وإما خبر عن أهل الشرك وما فعل بهم في الدنيا من النكال وما يحل بهم من العقبى من عذاب الله فهو خبر عمن خرج عن حكم التوحيد إلى أن قال رحمه الله (فالقرآن كله في التوحيد وحقوقه وجزائه وفي شأن الشرك وأهله وجزائه) انتهى كلامه رحمه الله. ويقول ابن أبي عز الحنفي هو شارح الطحاوية قال فقرآن كله في التوحيد وحقوقه وجزائه وفي شأن الشرك وأهله وجزائه فالحمد لله رب العالمين توحيد، الرحمن الرحيم توحيد، مالك يوم الدين توحيد، إياك نعبد وإياك نستعين توحيد، اهدنا الصراط المستقيم توحيد وتوحيد المتضمن لسؤال الهداية إلى طريق اهل التوحيد الذين أنعم الله عليهم، ثم قوله غير المغضوب عليهم ولا الضالين أي الذين فارقوا التوحيد وكذلك شهد الله لنفسه بهذا التوحيد وشهدت به ملائكته وأنبيائه ورسله قال تعالى (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم) إلى أن قال رحمه الله (فتضمنت هذه الآية إثبات حقيقة التوحيد والرد على جميع الطوائف الضلال فتضمنت أجل شهادة وأعظمها وأعدلها وأصدقها من أجل شاهد بأجل مشهود به) انتهى كلامه رحمه الله تعالى.

وهذا يبين أيها الأحبة أن القرآن من أوله إلى آخره إنما هو في شأن التوحيد كما مر معنا وفي هذا دلالة على تعظيم التوحيد إذ أن القرآن العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل حكيم حميد هذا الكتاب العظيم الذي هو أعظم الكتب المنزلة من عند الله جل في علاه إنما جاء في شأن توحيده سبحانه وتعالى.

الفائدة الثانية والعشرون: فالدلالة على تعظيم التوحيد أيها الإخوة (النبي صلى الله عليه وسلم كان يفتتح يومه بالتوحيد ويختتم يومه بالتوحيد) فكان صلى الله عليه وسلم كما هو المعروف من سنته صلى الله عليه وسلم يفتتح يومه بركعتي الفجر بقراءة سورة الكافرون وقراءة سورة الإخلاص (قل هو الله أحد) في شأن التوحيد، ثم يختتم يومه بصلاة الليل والشفع والوتر وفيها سورة الكافرون أيضا وسورة الإخلاص قل هو الله أحد.

الفائدة الثالثة والعشرون: أيها الإخوة في الدلالة على تعظيم التوحيد لأن (التوحيد هو أعظم سبب لانشراح الصدر) قال ابن القيم رحمه الله تعالى فأعظم أسباب انشراح الصدر التوحيد وعلى حسب كماله وقوته وزيادته يكون انشراح صدر صاحبه قال الله تعالى (أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه) انتهى كلامه رحمه الله. انشراح الصدر أيها الإخوة وطمأنينة القلب إنما تكون بالايمان وتوحيد الله سبحانه وتعالى كما قال عز وجل (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب).

الفائدة الرابعة والعشرون: أيها الإخوة في الدلالة على تعظيم التوحيد (أن الحاجة إلى التوحيد هي أعظم من حاجة الجسد إلى الروح) قال ابن القيم رحمه الله تعالى (فاعلم أن حاجة العبد إلى أن يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا محبتي ولا في خوفه ولا في رجائه ولا في التوكل عليه ولا في العمل له ولا في الحلف به ولا في النذر له ولا في الخضوع له ولا في التذلل والتعظيم والسجود والتقرب أعظم من حاجة الجسد إلى روحه والعين إلى نورها بل ليس لهذه الحاجة نظيرة تقاس به فإن حقيقة العبد روحه وقلبه ولا صلاح لها إلا بالهها الذي لا إله إلا هو) انتهى كلامه رحمه الله. هنا يبين رحمة الله عليه أن التوحيد أعظم حاجة من حاجة الجسد إلى روحه وكيف يكون الجسد إذا لم يكن صاحبه موحدا لله عز وجل فمآله ومصيره إلى نار جهنم وبئس المصير وهذا مما يبين أن التوحيد من أهم المهمات وأوجب الواجبات كما مر معنا في بداية المحاضرة.

الفائدة الخامسة والعشرون: وهي الفائدة الأخيرة في الدلالة على تعظيم التوحيد هو (معرفة شناعة ضده وهو الشرك بالله) وكما قال قائل وبضدها تتبين أشياء إذا أردت أن تعرف عظم التوحيد فانظر إلى شناعة الشرك بالله سبحانه وتعالى وانظر كيف يعظم الله سبحانه وتعالى الشرك من جهة شناعته وخطره وقبحه وتأمل معي قول الله تعالى في سورة مريم عندما ذكر الله تعالى من ينسب الولد إليه تعالى الله عما يقولون كبيرا كالنصارى الذين يقولون إن المسيح هو ولد الله تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا يقول الله عز وجل (وقالوا اتخذ الرحمن ولدا، لقد جئتم شيئا إدا) يعني عظيما (تكاد السماوات يتفطرن وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا، أن دعوا للرحمن ولدا، وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا) أي (كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا، لقد أحصاهم وعدهم عدا، وكلهم آتيه يوم القيامة فردا). فتأمل معي هذه الآيات العظيمة كيف أن الله سبحانه وتعالى بين شناعة قول هؤلاء الذين دعوا لله ولدا تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا هذا يدل على ماذا أيها الإخوة؟ يدل على شناعة الشرك بالله ويدلّ أيضا على تعظيم التوحيد لله سبحانه وتعالى ومما يبين ذلك أيضا ما جاء في قصة غزوة حنين التي سبق ذكرها عندما جاء بعض الصحابة وقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات انواط يريدون التبرك بالشجرة لما رأوا بعض المشركين ينوطون بشجرة ينوطون أسلحتهم بشجرة فقالوا اجعل لنا ذات انواط كما لهم ذات انواط فقال النبي صلى الله عليه وسلم الله أكبر إنها السنن لقد قلتم كما قال قوم موسى لموسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة. هذا يدل على شناعة الشرك وشناعة الوسائل المفضية له أيضًا عندما قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم (ما شاء لله وشئت) فقال عليه الصلاة والسلام (أجعلتني لله ند قل ما شاء الله وحده) فكان النبي صلى الله عليه وسلم يعظم التوحيد لله عز وجل. ومن ذلك أيضا قوله صلى الله عليه وسلم (من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت) وقال عليه الصلاة والسلام (من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك) هذا ممن يدل على شناعة الشرك بنوعيه سواء كان شركا أكبر أو شركا أصغر وكل الوسائل المفضية إلى الشرك كان النبي صلى الله عليه وسلم يحذر منها، يحذر من الأقوال المفضية إلى الشرك وكذلك من الأفعال المفضية إلى الشرك. هذا أيها الأحبة ما أردت إرادة في موضوعها المحاضرة وهو موضوع مهم جدا يتعلق بالتوحيد وتعظيمه عند الله سبحانه وتعالى فالواجب أيها الاحبة أن نعظم التوحيد كما عظمه الله عز وجل وكما عظمه رسوله صلى الله عليه وسلم وأن نهتم بالتوحيد يا إخواني فعل وتعليما ودعوة إليه فأن التوحيد هو أهم المهمات وهو أوجب الواجبات فعلينا أن نكون على دعوة الأنبياء والمرسلين الذين قال الله عنهم ولقد بعثنا في كل أمة رسولا إن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وبقوله عز وجل وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون وكل من دعا إلى الله وترك الدعوة إلى التوحيد فهو لم يدعو إلى الله سبحانه وتعالى لأن الدعوة إلى الله أول ما تكون الدعوة إلى جل في علاه ولهذا إذا رأيت جماعة تسمى جماعة دعوية لاتهتم بالتوحيد والدعوة إليه كجماعة الإخوان المسلمين أو كجماعة التبليغ فاعلم أن هاتين الجماعتين وكل من سار على طريقتهم أنهم لا يدعون إلى التوحيد وليسوا من أهل المنهج الصحيح في الدعوة إلى الله وهو منهج الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام.

أسأل الله تعالى أن يوفقنا أجمعين للعلم النافع والعمل الصالح وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه والباطل باطلا ويرزقنا الاجتنابة كما أسئله جل في علاه أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء ومكروه اللهم من أرادنا وأراد بلادنا بسوء وفتنة اللهم اشغله بنفسه واجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميرا عليه يا رب العالمين، اللهم اصلح في كل مكان وردهم إلى التوحيد والسنة ردا جميلا، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين، اللهم اغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار، اللهم اغفر لآبائنا وامهاتنا اللهم ارحمهم كما ربونا صغارا، اللهم ارحمهم كما ربونا صغارا، اللهم ارحمهم كما ربونا صغارا، وارزقنا برهم أحياء و أمواتا، اللهم أصلح أزواجنا وذرياتنا واجعلهم قرة عين لنا اللهم إنا نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار اللهم إنا نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار اللهم اجعل اجتماعنا هذا اجتماعا مرحوما وتفرقنا من بعد تفرقا معصوما ولا تجعل فينا ولا من بيننا شقيا ولا محروما، اللهم كما جمعتنا في هذا المكان الطاهر المبارك اللهم اجمعنا وبوالدينا في جناتك جنات النعيم في مقعد صدق عند مليك مقتدر يا أرحم الراحمين وشكر الله لكم جلوسكم وانصاتكم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *